أقدم لكم شعر من اشعار عمالقة الشعر
جاك صبري شماس يقدم شعره
بنور على أم القرى و بطيب ]غسلت فؤادي من أسى و لهيب
]لثمت الثرى سبقاً و كحلت مقلتي
]بحسن كأسرار السماء مهيب
]فيا مهجتي : وادي الامين محمد
]خصيب الهدى : و الزرع غير خصيب
[]و في الكعبة الزهراء زينت لوعتي
[و عطر ابواب السماء نحيبي
[]إن رحلة الشعراء تقترن دائماً بالبؤس و الفاقة و الالم و ها هو الشاعر الكبير بدوي الجبل في قصيدته « الشاعر و البؤس » و كأنه يقر بأن لا مفر من العلاقة الحميمة بين الاسى و مسيرة حياته و حتى إذا أراد ان يفرج عن كربته يتحول غناؤه الى بكاء و نواح و انه ضائع في زحمة هذه الحياة :
[size=16][color=#000000]خلق الشاعر و البؤس معاً فهما خلان لم يفترقا
[size=16][color=#000000]و يقول :
[size=16][color=#000000]أنا في الكون شقي حائر لا أرى نوراً و لا أهدى سبيلا
[size=16][color=#000000]أنا طير لم يغرد فاسمعوا بالدجى منه نواحاً وعويلا
[size=16][color=#000000]و خاطب غادة حسناء تخضبت بالشذى ، و يمني نفسه بأن تمنحه هذا التعبير لعله يخفف من آلام شقائه ، و يتجلى ذلك عبر ألفاظ سهلة و رشيقة وواضحة المعاني في أسلوب شاعري أخاذ
[size=16][color=#000000]إن في نهديك طيباً عبقاً أنشقي الشاعر هذا العبقا
[size=16][color=#000000]و اذكري الشاعر و البؤس معاً فهما خلان لم يفترقا
[size=16][color=#000000]و يحلق الشاعر في قصيدته « ابتهالات » عبر رومانسية مألوفة كغيره من الشعراء بيد أنه يفرض اسلوبه المعتاد بعزف على أوتار الماضي حيث بدأ الشباب و يفر من بين يديه ، و في مثل هذه الحالة تذكير لبعض مفردات الحياة و ما فيها من تناقضات في حلولها و مرها فرحها و ترحها و لم ينس الشاعر البدوي ان يغلق القصيدة بالنرجسية المألوفة ، و هو رسام عظيم ماهر حين يجمع بين مفردات قصيدته و معانيها التي تكون لوحة شاعرية
[size=16][color=#000000]ياشام عطر سريرتي حب لجمرته التهاب
[size=16][color=#000000]والنور في عيني ولامن عليك ولاكذاب
[size=16][color=#000000]أنا طيرك الشادي وللأنغام من كبدي انسراب
[size=16][color=#000000]سكبت أغاريدي وللأمواج زأر واحتراب
[size=16][color=#000000]أنا والربيع مشردان وللشذا معنا ذهاب
[size=16][color=#000000]والنور يسأل والخمائل والجمال متى الإياب ؟
[size=16][color=#000000]وفي قصيدته الرائعة «البلبل الغريب» يناجي الطفولة وماتقترن به من البراءة والطهر والصدق في عالم متفرد ،ومن أجل هذه الطفولة يتضرع لخالقه بأن يمن الخير والسلام والمحبةعلى الشعوب ،والشاعر مؤمن بقدرة الله وبما يفعله من أنداء آلاء للبشرية .
[size=16][color=#000000]ويارب من أجل الطفولة وحدها أفض بركات السلم شرقاً ومغربا
[size=16][color=#000000]وصن ضحكة الأطفال يارب إنها إذا غردت في ضامئ الرمل أعشبا
[size=16][color=#000000]وهيئ له في كل قلب صبابة وفي كل لقيا مرحبا ثم مرحبا
[size=16][color=#000000]ويارب إن القلب ملكك إن تشأ رددت محيل القلب ريان مخصبا
[size=16][color=#000000]وعندما يتناول الشاعر حكيم الدهر المعري في «ذكرى المعري» يضفي عليه حلية جديرة بالانتباه والمشاهدة فالأزمة هي التي تدور وتبصر النور في جسد المعري ،وكيف كانت بصيرة المعري تولج الغياهب ثم تنطلق الى فجر جديد وماهذا الفجر الجميل الذي يطل علينا سوى الحكيم المعري :
[size=16][color=#000000]أعمى تلفتت العصور فمارأت
[size=16][color=#000000]عند الشموس كنوره الوضاح
[size=16][color=#000000]نفذت بصيرته لأسرار الدجى
[size=16][color=#000000]فتبرجت منها بألف صباح
[size=16][color=#000000]من راح يحمل في جوانحه الأسى
[size=16][color=#000000]هانت عليه أشعة المصباح
[size=16][color=#000000]وبما يتعلق بقصيدته (أما الشباب) يكشف عن جانب طبيعي في حياته ويقر بذنوبه وكانت الحسان تغفر له في محارب العشق ،وقد بذل الشاعر كثيراً من الجهد من أجل الحب ،والشاعر وإن كان يرتدي عباءة الخليل بن أحمد إلا أنه انفرد بخصوصية وتميز بقاموس شعري خاص به ونادراً ماكانت المفردات المعجمية تدخل في إطار قاموسه الإبداعي .
[size=16][color=#000000]أما الشباب فربما نادمته
[size=16][color=#000000]ريان من حبي ومن عبراتي
[size=16][color=#000000]صاحبته عشرين أذنب في الهوى
[size=16][color=#000000]حولاً وتفتضر الملاح هناتي
[size=16][color=#000000]قصرت لباليه ولك قصيدة
[size=16][color=#000000]في الطيبات عريضة اللذات
[size=16][color=#000000]أصبحت لالعس الشفاه كعهدها
[size=16][color=#000000]كأسي ولاحدق المها مرآتي
[size=16][color=#000000]وينفطر القلب وجداً وشوقاً وهياماً برؤية الوطن الحبيب في قصيدته «عاد الغريب» حيث يقبل الشاعر تراب الشام ،وتمر على شاشة الذاكرة الأمجاد العربية من خلال الفتوحات ،كما يسترجع بعضاً من حيوية الشباب .
]حلفت بالشام هذا القلب ما همدا
]عندي بقايا من الجمر الذي اتقدا
[size=16][color=#000000]لثمت فيها الأديم السمح فالتهبت
]مراشف الحور من حصبائها حسدا
]قد ضم هذا الثرى من صيدها مزقاً
]إرث الفتوح من مرانها قصدا